روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | مصارع القوم.. من دلائل النبوة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > مصارع القوم.. من دلائل النبوة


  مصارع القوم.. من دلائل النبوة
     عدد مرات المشاهدة: 2720        عدد مرات الإرسال: 0

من المعجزات التي ظهرت على يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إخباره عن بعض المغيبات. . ومن المعلوم أن علم الغيب مختص بالله تعالى وحده، وقد أضافه الله تعالى إلى نفسه في غير ما آية من كتابه العزيز.

قال الله تعالى:  {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (النمل: 65) . . والأنبياءـ عليهم الصلاة والسلامـ لا يعلمون الغيب ولا اطلاع لهم على شيء منه، فقد قال الله تعالى:  {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ} (الأنعام: 50) . .

وكما جاءت الأدلة تدل على أن الله تبارك وتعالى قد اختص بمعرفة علم الغيب وأنه استأثر به دون خلقه، جاءت أدلة تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل فأودعهم، ما شاء الله من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله دلالة صادقة على نبوتهم، قال تعالى:  {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 179) . .

ومن ذلك الغيب الذي أعلمه الله لرسولهـ صلى الله عمصارع القوم.. من دلائل النبوة

من المعجزات التي ظهرت على يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إخباره عن بعض المغيبات. . ومن المعلوم أن علم الغيب مختص بالله تعالى وحده، وقد أضافه الله تعالى إلى نفسه في غير ما آية من كتابه العزيز، قال الله تعالى:  {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (النمل: 65) . .

والأنبياءـ عليهم الصلاة والسلامـ لا يعلمون الغيب ولا اطلاع لهم على شيء منه، فقد قال الله تعالى:  {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ} (الأنعام: 50) . .

وكما جاءت الأدلة تدل على أن الله تبارك وتعالى قد اختص بمعرفة علم الغيب وأنه استأثر به دون خلقه، جاءت أدلة تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل فأودعهم، ما شاء الله من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله دلالة صادقة على نبوتهم، قال تعالى:  {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 179) . .

ومن ذلك الغيب الذي أعلمه الله لرسولهـ صلى الله عليه وسلمـ موعد أو طريقة موت بعض المعاصرين له، وسوء خاتمة البعض. . ومن ذلك: 

مصارع الطغاة في بدر: 

في اليوم السابق لبدر تفقد رسول اللهـ صلى الله عليه وسلمـ أرض المعركة المرتقبة، وجعل يشير إلى مواضع قتل صناديد المشركين، ويقول:  (هذا مصرع فلان) ، قال أنسـ رضي الله عنهـ:  " فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول اللهـ صلى الله عليه وسلمـ "، وهذا دليل من دلائل وأعلام النبوة. .

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:  (كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال، وكنت رجلا حديد البصر، فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال فجعلت أقول لعمر:  أما تراه؟ ، فجعل يقول لا يراه، قال: يقول عمر:  سأراه وأنا مستلقٍ على فراشي. . ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، فقال:  إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس، يقول:  هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله، قال: فقال عمر:  فو الذي بعثه بالحق ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله - صلى الله عليه وسلمـ ) رواه مسلم.

وكان النبيـ صلى الله عليه وسلمـ قبل ذلك في مكة قد دعا عليهم بأسمائهم، كما ذكر ذلك مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعودـ رضي الله عنهـ أن النبيـ صلى الله عليه وسلمـ قال: (اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط، وذكر السابع ولم أحفظه، فوالذي بعث محمداـ صلى الله عليه وسلمـ بالحق، لقد رأيت الذين سمَّى صرعى يوم بدر، ثم سُحِبوا إلى القليب قليب بدر) .

قتل أمية بن خلف: 

عن عبد الله بن مسعودـ رضي الله عنهـ , قال:  (انطلق سعد بن معاذ معتمرا , قال:  فنزل على أمية بن خلف أبى صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد:  انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت؟ ، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل , فقال:  من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ ! ، فقال سعد:  أنا سعد، فقال أبو جهل:  تطوف بالكعبة آمنا، وقد آويتم محمدا وأصحابه؟ ! .

فقال:  نعم , فتلاحيا بينهما , فقال أمية لسعد:  لا ترفع صوتك على أبى الحكم، فإنه سيد أهل الوادي، ثم قال سعد:  والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام , قال:  فجعل أمية يقول لسعد:  لا ترفع صوتك وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال:  دعنا عنك، فإني سمعت محمداـ صلى الله عليه وسلمـ يزعم أنه قاتلك , قال: إياي؟! ، قال:  نعم، قال:  والله ما يكذب محمد إذا حدث. .

فرجع إلى امرأته فقال:  أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ , قالت:  وما قال؟ ، قال:  زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي، قالت:  فو الله ما يكذب محمد، قال:  فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته:  أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال:  فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل:  إنك من أشراف الوادي، فسر يوما أو يومين، فسار معهم , فقتله الله) رواه البخاري.

ويكمل لنا عبد الرحمن بن عوفـ رضي الله عنهـ مشهد قتل أمية بن خلف فيقول:  (كاتبت أمية بن خلف كتابا بأن يحفظني في صاغيتي (أهلي ومالي) بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت الرحمن قال:  لا أعرف الرحمن كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته عبد عمرو، فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه (أحميه) حين نام الناس، فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار.

فقال:  أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا، وكان رجلا ثقيلا، فلما أدركونا قلت له:  ابرُك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن بن عوفيرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه) رواه البخاري.

والعجب كل العجب من يقين أمية وزوجته بصدق رسول اللهـ صلى الله عليه وسلمـ وتحقق وعيده، وخوفهما من ذلك، ثم عدم إيمانهما برسول اللهـ صلى الله عليه وسلمـ ، وصدق الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام: من الآية33) .

بطل ولكنه إلى النار: 

عن سهل بن سعد الساعديـ رضي الله عنه قال:  (التقى النبيـ صلى الله عليه وسلمـ والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا، فمال كل قوم إلى عسكرهم، وفي المسلمين رجلا لا يدع شاذة، ولا فاذة إلا أتبعها فضربها بسيفه، فقيل يا رسول الله:  ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان! ! ، فقال:  إنه من أهل النار. . فقالوا:  أيّنا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار؟ ! . .

فقال رجل من القوم:  لأتبعنه، فإذا أسرع وأبطأ كنت معه حتى جرح فاستعجل الموت، فوضع نصاب السيف بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبيـ صلى الله عليه وسلم فقال:  أشهد أنك رسول الله، فقال:  وما ذاك؟ فأخبره، فقالـ صلى الله عليه وسلمـ:  إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وأنه من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة) رواه البخاري.

إن ما وقع على لسان رسول اللهـ صلى الله عليه وسلمـ من الإخبار بالمغيبات كثير، وذلك بوحي من الله تعالى، للدلالة على صدقه ونبوتهـ صلى الله عليه وسلمـ ، وكان في إخباره عن موعد وطريقة موت بعض أعدائه نصيب من تلك المعجزات الغيبية. .
 
المصدر: موقع إسلام ويب